لتكون أديبًا أو مثقفًا كبيرًا، في وقتٍ قياسي، عليك بهذه الخطوة، أو قُل بهذه القفزة التي تَضمن لك تحقيق حُلمِك بسرعةٍ مذهلة، كما ستَضمن لك المجدَ والشهرة والنجومية، وما يترتب علي ذلك من ألقٍ وبهاءٍ وانتشار ... لكنها خطوةٌ تشترط في معاليك – أو معاليكِ طبعًا – أن تمتلك مالاً!
طبعًا حضرتك متخيّل إن امتلاك المال وحدَه يمكن أن يطبع لك كتبًا كثيرة، أو يمنحك القدرة على شراء النقاد والإعلاميين، ومساحات الدعاية والإعلان، وكل هذا صحيح، لكنه لن يحقق لك ما تصبو إليه ... فالكتب وحدَها لا تكفي، الميديا والإعلام، والتساؤلات الكثيرة حولك، وشهرتك في الخارج ... هو ما يصنع لك كل شيء.
ولا يوجد شيء يحقق لك كل هذا إلا السفر خارجَ البلاد، بشرط أن يكون سفرك هذا بدعوةٍ من بلد ما، المغرب، تونس، الجزائر، النرويج، الدانمارك، فرنسا ... أي بلد في أي حِتة.
المهم هنا إنك تكتب إنك تلقيتَ دعوة للمشاركة في مهرجان الشعر أو السرد، أو احتفاليات البحر المتوسط، أو أي اسم من تلك الأسماء ... طبعًا أنا عارف وانت عارف إن مفيش حد دعاك أصلا، وإن كتير جدًا من الحاجات دي منتشرة ومفتوحة لأي مشارك، المهم إنه يتحمل نفقات انتقالاته.
وهنا يا باشا يأتي دور المال الذي يجب أن تمتلكه ... اومّال ايه؟! مش عيب طبعًا، المبدع لازم يخدّم على نفسه، كل المطلوب منك أن تذيع وتكتب أنك تلقيتَ دعوة للمشاركة في مهرجان كذا، وهُم سيرسلون لك بالفعل الدعوةَ مكتوبة وجاهزة ... ثم تتفضّل أنت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأريدك أن تطمئن أن الدعوة التي ستصلك لن يكون مكتوبًا فيها شيء مما تخافه أو تخشاه، بالعكس تمامًا، ستكون دعوة لطيفة تخاطبك بلقبك الشاعر أو الناقد أو الروائي المصري الكبير!
طبعًا القرّاء ميعرفوش حاجة عن موضوع تحمّلك للانتقالات، ولا انت هتجيب سيرته خالص، اوعى تغلط فـ يوم وتتكلم عنه، اجعل الناس تظن أنهم دعوك لإبداعك الذي طوّف بالآفاق حتى وصلَهم هناك، ومن ثم وجّهوا إليك الدعوة لتمثل مصر، متحمّلين كل شيء في سبيل استضافتك ليستمتعوا بإبداعك ... وتخيّل لو أنك في العام الواحد مثلا شاركت في مؤتمرين أو مهرجانين في دولتين مختلفتين، وشاع ذلك وانتشر بين الناس!
تخيّل صورك التي ستنشرها وأنت هناك، والتي ستنشرها بعد عودتك، في المطار مرة، وعلى البحر مرة، وفي الفندق مرات، وأثناء الاحتفالية ... يكفي أن أقول لك إن نجيب محفوظ اللي داوشينا ومصدّعينا بيه، لم يسافر إلى خارج مصر في حياته كلها إلا مرتين أو ثلاث مرات، ده حتى نوبل مسافرش لها! لكنك أنت يمكن أن تفعلها مرة أو مرتين في العام، وقارِن بقا بينك وبين النوبلي العظيم!
بص يا عم القمر، الموضوع ده يضمن لك فتح كل الأبواب في مصر، ما هو مش ممكن حد تأتيه دعوات من خارج مصر، يكون مزيف ولا مدّعي، أكيد هو مبدع كبير واحنا مش عارفين!
ومهم أيضًا بعد عودتك، إنك في أي مناسبة تتكلم عن زيارتك وذكرياتك، بمناسبة أو غير مناسبة، كل المطلوب منك انك تقول "لمّا كنت في الإمارات حصل كذا وكذا" ... "واللهِ في المغرب شفنا كيت وكيت" ... حاجات زي كده عمّال على بطّال، وكل كام يوم تكتب هذا على صفحتك أيضًا مع صورة من صورك هناك.
ومتنساش كمان تنشر صورتك مع أي شاعر من الضيوف، وتكتب صديقي الشاعر العربي الكبير فلان ... أو صديقي الناقد فلان .... لازم كلمة "صديقي" دي، حتى لو متعرفهوش خالص إلا لحظة التقاط الصورة!
أشرف البولاقي
طبعًا حضرتك متخيّل إن امتلاك المال وحدَه يمكن أن يطبع لك كتبًا كثيرة، أو يمنحك القدرة على شراء النقاد والإعلاميين، ومساحات الدعاية والإعلان، وكل هذا صحيح، لكنه لن يحقق لك ما تصبو إليه ... فالكتب وحدَها لا تكفي، الميديا والإعلام، والتساؤلات الكثيرة حولك، وشهرتك في الخارج ... هو ما يصنع لك كل شيء.
ولا يوجد شيء يحقق لك كل هذا إلا السفر خارجَ البلاد، بشرط أن يكون سفرك هذا بدعوةٍ من بلد ما، المغرب، تونس، الجزائر، النرويج، الدانمارك، فرنسا ... أي بلد في أي حِتة.
المهم هنا إنك تكتب إنك تلقيتَ دعوة للمشاركة في مهرجان الشعر أو السرد، أو احتفاليات البحر المتوسط، أو أي اسم من تلك الأسماء ... طبعًا أنا عارف وانت عارف إن مفيش حد دعاك أصلا، وإن كتير جدًا من الحاجات دي منتشرة ومفتوحة لأي مشارك، المهم إنه يتحمل نفقات انتقالاته.
وهنا يا باشا يأتي دور المال الذي يجب أن تمتلكه ... اومّال ايه؟! مش عيب طبعًا، المبدع لازم يخدّم على نفسه، كل المطلوب منك أن تذيع وتكتب أنك تلقيتَ دعوة للمشاركة في مهرجان كذا، وهُم سيرسلون لك بالفعل الدعوةَ مكتوبة وجاهزة ... ثم تتفضّل أنت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأريدك أن تطمئن أن الدعوة التي ستصلك لن يكون مكتوبًا فيها شيء مما تخافه أو تخشاه، بالعكس تمامًا، ستكون دعوة لطيفة تخاطبك بلقبك الشاعر أو الناقد أو الروائي المصري الكبير!
طبعًا القرّاء ميعرفوش حاجة عن موضوع تحمّلك للانتقالات، ولا انت هتجيب سيرته خالص، اوعى تغلط فـ يوم وتتكلم عنه، اجعل الناس تظن أنهم دعوك لإبداعك الذي طوّف بالآفاق حتى وصلَهم هناك، ومن ثم وجّهوا إليك الدعوة لتمثل مصر، متحمّلين كل شيء في سبيل استضافتك ليستمتعوا بإبداعك ... وتخيّل لو أنك في العام الواحد مثلا شاركت في مؤتمرين أو مهرجانين في دولتين مختلفتين، وشاع ذلك وانتشر بين الناس!
تخيّل صورك التي ستنشرها وأنت هناك، والتي ستنشرها بعد عودتك، في المطار مرة، وعلى البحر مرة، وفي الفندق مرات، وأثناء الاحتفالية ... يكفي أن أقول لك إن نجيب محفوظ اللي داوشينا ومصدّعينا بيه، لم يسافر إلى خارج مصر في حياته كلها إلا مرتين أو ثلاث مرات، ده حتى نوبل مسافرش لها! لكنك أنت يمكن أن تفعلها مرة أو مرتين في العام، وقارِن بقا بينك وبين النوبلي العظيم!
بص يا عم القمر، الموضوع ده يضمن لك فتح كل الأبواب في مصر، ما هو مش ممكن حد تأتيه دعوات من خارج مصر، يكون مزيف ولا مدّعي، أكيد هو مبدع كبير واحنا مش عارفين!
ومهم أيضًا بعد عودتك، إنك في أي مناسبة تتكلم عن زيارتك وذكرياتك، بمناسبة أو غير مناسبة، كل المطلوب منك انك تقول "لمّا كنت في الإمارات حصل كذا وكذا" ... "واللهِ في المغرب شفنا كيت وكيت" ... حاجات زي كده عمّال على بطّال، وكل كام يوم تكتب هذا على صفحتك أيضًا مع صورة من صورك هناك.
ومتنساش كمان تنشر صورتك مع أي شاعر من الضيوف، وتكتب صديقي الشاعر العربي الكبير فلان ... أو صديقي الناقد فلان .... لازم كلمة "صديقي" دي، حتى لو متعرفهوش خالص إلا لحظة التقاط الصورة!
أشرف البولاقي