الكاتب أشرف البولاقي يواصل حلقاته عن كيف تصبح أديباً ومثقفاً كبيرًا؟
لكي تكون أديبًا أو مثقفًا كبيرًا، مِن المهم جدًا أن تلتقط مئات الصور الفوتوغرافية مع عددٍ كبير من الأدباء والمثقفين الكبار، ولا بأس أن تضم إليهم عددًا من الممثلين، والفنانين التشكيليين، وكبار المطربين والموسيقيين، ورموز الإعلام والصحافة، ولاعبي الكرة. المهم أن يكونوا جميعًا من النجوم والمشاهير.... وممكن مع رموز دينية، ويا سلام لو كانوا من عينة شيخ الأزهر والمفتي وكده .. لكن التركيز يكون مع الأدباء والمثقفين، مثل جابر عصفور، وصلاح فضل، وعلاء الأسواني، وهشام الجخ، وفاروق جويدة، وجمال الشاعر، وغيرهم.
وبالمناسبة التقاط صورة مع أحدهم ليس أمرًا صعبًا، فلن يرفض واحدٌ منهم طلبك المتواضع بالتقاط صورةٍ معه. (إياك أن تَسقط في شَرَك الفوتوشوب، مهما يكن اتقانه، أريدك صادقًا وحقيقيًا)
وربنا يطيل في أعمارهم طبعًا، لكن بالتأكيد سيأتي يوم ويفارقوننا .. هنا لازم ولا بدّ تنتهز الفرصة وتنشر صورتك مع الراحل منهم على صفحاتك على مواقع التواصل وأنت تترحم عليهم ... لكن مهم ألا تكتفي بالنعي، يمكن أن تضيف لمسةً بسيطة عن آخر اتصال تليفوني تم بينك وبين الراحل، ويا ريت يكون مِن أسبوع أو يومين مثلا، أو تكتب عن آخر لقاء بينكما في أي مؤتمر أو احتفالية، وخُذ راحتك في الكتابة، فلن يكذّبك أحد ...
ويمكنك وأنت تطالع منشورات الآخرين وهم ينعون الراحلَ أن تعلّق مترحمًا عليه أيضًا، لكن يفضّل بعد الترحم أن تذكر موقفًا جمعك مع الراحل، أو تروي اتصالكما أو لقاءكما الأخير. (لا تنشر في التعليق الصورة)
فإذا فاتك التقاط صورة، لن يفوتك كتابة منشور وتعليق تَذكر فيه شيئًا مما سَبق الإشارة إليه ... المهم أن يصل إلى الناس أنك تعرفه جيدًا، ما هو الأدباء والمثقفين والنجوم لازم يعرفوا بعض.
تأثير هذه الصورة كبير جدًا على الناس، بدءًا من أهلك وبيتك، أريدك أن تتخيل ردّ فعل زوجتك التي تذيقك الأمرّين في البيت، وهي تراك مبتسمًا أو واضعًا يدك على كتف هشام الجخ مثلا أو جمال الشاعر المذيع الذي تراه على شاشة التليفزيون!
فرحة أولادك وهم يعرضون الصورة على أترابهم في المدرسة أو الجيران!
أسئلة أصدقائك وزملائك في الوسط عن العلاقة الوطيدة التي تربطك بجابر عصفور أو صلاح فضل أو أحمد عبد المعطي حجازي!
في النهاية، الجميع دون استثناء، سوف يعتبرونك شبيهًا بهم، واحدًا منهم، بل إنني أزعم أنهم ليس فقط سيوقرونك ويحترمونك، بل سيخشونك أيضًا، ويفسِحون لك في المجالس، وفي المؤتمرات والندوات، خاصةً وأنك لن تكتفي بالصور، لكنك ستتحدث كثيرًا عن ظروف التقاط كل صورة، وستروي النكتة التي ألقاها أحدهم متبسطًا معك، ولا بأس أن تحكي عن أنه سألك عن آخر إنتاجك، واعتذِرْ لهم جميعًا – لمن يسألك – عن عدم قدرتك على منحهم أرقام تليفوناتهم إلا بعد استئذانهم طبعًا!
لكن القاضية يا باشا لو التقطت عددًا من الصور مع الجماعة العرب والأجانب، واسيني الأعرج، أدونيس، أي سائح أجنبي غريب، وتكتب أنه الكاتب النرويجي ساترز فيتمان، أو أنه مدير دار فيجن للنشر في سويسرا.
وادعيلي بعد كده!
أشرف البولاقي
أقرأ أيضاً :