random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

كيف تصبح أديبًا أو مثقفًا كبيرًا(4) / أشرف البولاقي

ثقافة ، أدب ـ كيف تصبح ، آليات الكتابة ، كنابة الشعر، فنيات الكتابة ، أدوات الكتابة



كيف تصبح أديبًا أو مثقفًا كبيرًا(4) / أشرف البولاقي

ستصبح أديبًا ومثقفًا كبيرًا، إذا تأمّلتَ ما أقوله لك اليوم، واتبعتَه بهدوءٍ وروية، فخطوة اليوم ليست منتشرة إلا بين الأذكياء الماكرين الذين فهموا الفولة جيدًا، ولولا أن يعزّ عليَّ حرمانك مما ناله الأقل منك موهبة وأملاً وطموحًا، ما كشفتها لك اليوم!

ستتعب قليلا، وستجلس أمام جهاز الكمبيوتر أو اللاب توب مدةً أطول، لكنك في النهاية ستحمد لي صنيعي .. كل ما عليك يا صديقتي ويا صديقي أن تُجري عددًا من الحوارات لعددٍ من الصحف والمجلات، أو حتى لعدد من المواقع الإخبارية، أو مواقع الصحف والمجلات والمنتديات الإلكترونية، وأرجو أن تفهمني جيدًا، حيث إنني أقصد أن تكون أنت المُحاوَر، وليس المحاوِر ..وطبعًا ستسألني ماذا لو لم يسعوا إليك لإجراء الحوار؟!
وهذا سؤالٌ ساذج جدًا؛ لأن أحدًا في الحقيقةِ لن يسعى إليك، أنت مطالَب أن تضع الأسئلة مِن عندك، وأن تجيب عليها بنفسك، ثم تطلب مِن صديق أو زميل لك أن يضع اسمَه على الحمار، آسف أقصد على الحوار! ولا من شاف ولا من درِي .. وسيفرح صديقك أو زميلك كثيرًا بلطع اسمِه على الحوار.


مِن المهم طبعًا أن تكون إجاباتك مختلفة، وبعيدة نهائيًا عن التقليدية والنمطية والتكرار، وهذا أسهل ما في الأمر، اكتب على جوجل مادة أو محتوى السؤال، وستجد مئات الإجابات جاهزة، اتعب فقط في تغيير بعض المفردات والكلمات ...

يأتي الآن سؤال أين تنشر الحوار، وهذا أسهل ما في الأمر، ستكلف صاحبك الذي قمتَ بلطع اسمه بالاتصال والتواصل مع المراسلين والصحفيين، أو ستقوم أنت من جانبك بذلك، وما دمنا في البداية فليس مطلوبًا نشر الحوار في جريدة الأهرام مثلا، ابدأ بأي صحيفة إقليمية، لكن شيئًا فشيئًا ستنتقل إلى صحف ومطبوعات أهم وأكثر انتشارًا.
بلاها يا سيدي خالص الصحف والمجلات، لو ضقتَ سريعًا، انشر حمارك على صفحاتك بمواقع التواصل، قائلا مثلا، "الحوار الذي رفضته جريدة الأحلام اليمَنية، أو صحيفة أحمد يا عمر اللبنانية، أو مجلة عطارد التي تصدر بالعربية في جزر المالديف، واذكر أن سبب الرفض إجابتك عن السؤال الخامس – مثلا يعني – وتروح إيه معلم، تخلي السؤال الخامس سؤال وإجابة عن السياسات العربية مثلا ضد إسرائيل، أو عن الدين والعلمانية، والحاجات اللي طول عمرها سُخنة ومشعللة، أو بسبب تعريضك بنجيب محفوظ، أو سبّك لجائزة البوكر العربية ... أي حاجة والسلام!


على فكرة: موضوع الحوارات ده مهم جدًا، ولازم كل كام شهر يكون عندك حوار جاهز ومتستّف تمام .... وعليك أن تبتعد في الأسئلة، التي ستضعها بنفسك لنفسك، عن أسئلة أين نشأت وكيف تعرعرت، ضع أسئلة ملغومة، عن رأيك في اتحاد الكتّاب ... واشتم على طول، عن رأيك في وزارة الثقافة .. واردم على طول. ولتكن إجاباتك عنيفة وقاسية، وتَحدّث بغرورٍ وتعالٍ، تأسّفْ على حالة الشعرية العربية المعاصرة، إذا كنتَ شاعرًا، وأعلِن ثورتك على السردية المعاصرة، إذا كنت قاصًا أو روائيًا، أمّا إذا كنتَ ناقدًا فتحدّث عن غياب نظرية نقدية معاصرة، وأعرِب عن حزنك الشديد من عدم مواكبة النقد لسيل الإبداع المعاصر، ورغم ذلك شدّد القول على أنك لستَ مهتمًا بنقد تجربتك الآن بسبب شللية النقد، وثقتك في أن التاريخ يومًا ما سيقول كلمته!


من المهم أن تشير إلى أنك لستَ مهتمًا بالجوائز، فالجائزة لا تصنع مبدعًا، والجوائز العربية كلها متهَمة ومطعونٌ فيها ... لا تنسَ أن تستعين في الحوار بعدد من الأسماء الأجنبية، ميشيل فوكو، بودلير، جيرار جينيت، إليوت، ومع هذه الأسماء أسماء بعض العلوم المعرفية كالسيمولوجيا، والأنطولوجيا، والخرالوجيا.
لو فعلتَ هذا، فإنك على فرض – وده فرض جدلي لا قدّر الله – ضعيف الموهبة في الإبداع، فبالتأكيد سيعترف الناس أنك مثقف كبير، والمثقف الآن أهم من المبدع يا عم القمر.

أقرأ أيضاً :

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

البستان

2016