أشرف البولاقي يواصل كتابته في كيف تصبح أديباً أو مثقفاً كبيراً؟
مِن السهل أن تصبح أديبًا أو مثقفًا كبيرًا، إذا تحاشيتَ وتجنّبت نشر نصوصك الإبداعية،(معلهش نمشّيها الإبداعية) على الأقل في أول طريقك للمجد والنجومية، يكفي أن تعلن منشوراتُك أنك شاعر، أو سارد، أو ناقد ... أرجِئ نشر نصوصك فترةً من الوقت تسمح للناس أن يَهابوك! تحتاج كل فترة أن تَخرج علينا بمنشور مختلِف تهاجم فيه شيئًا أو أحدًا، فلو كنت شاعرًا تقليديًا هاجِم قصيدةَ النثر، ولو كنت شاعرَ نثر العنْ سنسفيل أو سلسفيل قصيدة الخليل، ولو كنت بتكتب قصة أو رواية اكتب منشورًا عن أنك لا تحِب نجيب محفوظ ... ولا تخجل أبدًا من التعريض بماركيز وتولستوي وديستوفسكي (احفظ هذه الأسماء جيدًا، وستجد معلومات عنها على شبكة الإنترنت تساعدك على كتابة المنشور بحيث يفهم القارئ أنك ملِم بها)
لاحِظ أنني لم أطلب منك أن تكتب رأيًا، ولا أن تناقش، المطلوب هجوم ... شتيمة .. سباب، ادخل سُخن، لأن الهجوم معناه أن السيل بلغ الزبى معك، وأنك ناقشتَ مئات المرات من قبل!
ولو أن أحدًا قام بالتعليق مختلفًا معك، أو أراد تعنيفك أو إحراجك بسؤالٍ مباغت، لا تخَف، ولا تضطرب ... يمكنك في ردك أن تتلطف به قائلا مثلا "أنا أحترم رأيك، لكنني على موقفي"، أو "سعيد بمرورك هنا، ورأيك محترم".
الغرض ألا تَدخل معه في جدال ... تَرفّع عنه تمامًا؛ لعله مغرِض ويريد أن يفضحك، لكنك بالتأكيد لن تعطي المغرضين فرصةَ النيل منك .
وعلى المنوال نفسه، يمكنك أن تعرِب مرة عن رأيك في أنك لا تحب الشعراوي، (مثلما أفعل أنا) وأن تغمز في المتنبي مرة، واتهِمْ عمار الشريعي بالسرقة في منشور، اخبط في أي حد، بس مهم إنك ما تكتبش منشور طويل، عشان ما تقعش في المشكلات السخيفة بتاعة اللغة والأسلوب والكلام الفاضي اللي ممكن يفضح كتابتك ولغتك، خلّيه منشور قصير جدًا، ويا سلام كمان لو كان بالعامية ... يعني مثلا "على فكرة يا جماعة الشعراوي ده كدبة كبيرة"، أو "أحا يا علمانيين"، أو "أنا مختلف مع سياسات الرئيس عبد الناصر" ... بس ولا تكتّر في الكلام .. هذا سيكشف أبعادَك الثقافية والفكرية عند القارئ الذي سيتوسم في المنشور القصير ما قَل ودَل، وسيعرف أن وراءه وعيًا حادًا بالقضايا السياسية والدينية والثقافية، لكنك لستَ مطالبًا أبدًا بتحليل ظاهرة، ولا بقراءة سياق .. فلن يقرأ لك أحدٌ شيئًا من هذا أصلا!
من المنشورات المهمة جدًا التي يجب أن تكتبها بين وقت وآخر، أنك قرأت رواية كذا، وأنها أعجبتك أو لم تعجبك، أو أنك شاهدت الفيلم الإيطالي أو الكوري، وبدون الدخول في أي تفاصيل أو تقنيات اكتب رأيك، ولو عاوز تكتب رأي مفصّل الشبكة قدّامك أهي ... المهم إنك تلعب يا باشا في الحاجات دي، خاصة أن ملعبها واسع، ونتيجتها حلوة ومضمونة جدًا، وهوَّ المثقف والمبدع إيه غير شوية حاجات زي كده!
لا حد هيسألك عن موقف، ولا حد هيراقب أفعالك وممارساتك في بيتك ولا عملك، ولا في الحياة عمومًا!
أشرف البولاقي
إقرأ أيضاً :
تعليقات
إرسال تعليق