البولاقي يواصل كتاباته في
كيفية تصبح أديباً أو مثقفًا كبيراً (8)
سواءٌ أكنتَ مقيمًا في الأقاليم، أم في القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا، فلا بدّ وأن هناك قناة إقليمية قريبة منك، هذه القنوات يا صديقي مفتوحةٌ لك ليلَ نهار، صحيح أنها لا قيمة لها، لكنك يمكنك أن تستفيد منها استفادة كبرى.
أول هام لا ترفض ولا تعتذر عن أي دعوةٍ توجّهها لك القناة لاستضافتك، سيفعلون بمرور الوقت، لا تقلق مِن هذه. تاني هام يا معلم، على فرض أنهم لم يسعوا إليك، اسعَ أنت إليهم بالاتصال بهم وطلبِ استضافتك، واضغط مرةً إثر مرة، وتَحمّل قليلا ... هُم لن يدفعوا لك مليمًا بالطبع، ولن يتكفلوا بإقامتك ولا إعاشتك، معلهش احتمِل ... ولا تَخف ولا تهَب شيئًا بخصوص اللقاء أو الحوار، هُم في الغالب سيطلبون منك أن تلقي شعرًا، أو قصة، وحتى لو كان هناك حوار، فإن المُعِد بذات نفسه سيجلس إليك مبتسمًا، وسيطلب منك أن تضع الأسئلة بنفسك (ابسط يا عم!).
ولو فرضنا أنه باغتك بسؤال لم تضعه، لا تَرتبك، أجِب أي إجابة عن سؤالٍ آخر مفترَض، فالمذيع نفسه غير متابع لِما تقول، هو يريد أن ينتهي من عمله .. المهم إنهم سيسألونك ماذا تحِب أن يُكتَب على الشاشة، هنا يجب أن تختار شيئًا فخيمًا مثل "الشاعر الكبير فلان"، أو الناقد والمفكر علان"، أو القاص والروائي الكبير" .. لا أريد أن أوصيك على البدلة والكرافت، ولو كنتَ شاعر عامية وشُغل Wow ومربعات ومواويل وكده .. يا سلام لو جلابية وشال!
المهم في هذا كله، أنك تأخذ نسخة من الحلقة بعد إذاعتها، سواء عن طريق رابط، أو CD وتقوم بنشره على صفحاتك كلها، وأيضًا على اليوتيوب ... وترسِله على الخاص لأصدقائك، ولا بأس أن تطلب منهم المشاركة والشير، لكن مهم خالص إنك لمّا تنشر الفيديو تشكر القناة والمعِد والمُخرج والمذيع، وستحتاج لبعض كلمات ومفردات من قبيل المبدع والمثقف والفنان، وأنت تصفهم، إياك أن تخطئ وتَذكرهم دون تقدير، وثِق تمامًا أنك ستكون ضيفًا دائمًا على برامجهم.
هناك شيء مهم يجب أن تكون ذكيًا فيه وماكرًا أثناء الحوار، لا تذكر أحدًا من الأدباء والمثقفين الكبار، ولا تشِر إليهم بكلمة، تَجاهَلهم تمامًا، إياك أن تنزلق وتذكر فلانًا الكبير الحقيقي، فهو وغيره أخذوا ونالوا أكثر مما يستحقون، وحسْبهم أنهم صدّعوك وصدّعونا معك بكتبهم ونتاجهم وتَحقّقهم .. فقط اذكر أصدقاءك المقربين الذين يعانون مثلك، والذين لم ينالوا فرصتهم مثلك، حاوِل أن تُثنِي عليهم ما وسعك الثناء، وكما تَذكرهم سيَذكرونك، والحياة سلَف ودين، كما تعرف تمامًا.
بالمناسبة، إياك أن تتحدث بالفصحى، حتى لو كنتَ شاعر فصحى، أو محِبًا للعربية، لو فعلتَ هذا ستكون ضيفًا ثقيلا على الجميع، القناة والمشاهدين، تحدّث بالعامية، كما نتحدث جميعًا. طبعًا ابتسامتك إياها، ونظرتك للكاميرا، وثقتك بنفسك، كل هذا مهم .. لكن أهم منه مغازلة القناة في أول الحوار، وتوجيه الشكر لها على ما تقدمه من إنجازاتٍ ثقافية، ثم عرّجْ على المذيع أو المذيعة، بين كل سؤالٍ وآخر، بكلمة مدح أو مجاملة لطيفة ... وهو ما يجب أن تكرره في نهاية اللقاء ... اوعى تنسى.
ولو كل ده مش جايب معاك نتيجة، بعد غدٍ سأدلّك ع الكبيرة قوي والمضمونة خالص.
تحياتي يا جميل
الكاتب أشرف البولاقي
إقرأ أيضاً :