معايير ترشيح الأدباء والمثقفين وسفرهم للخارج ، يكتب عنها الشاعر والمفكر أشرف البولاقي
سلسلة مقالات(2)
مِن الطبيعي في أي بلد محترم أن توجّه سؤالاً إلى مسؤول – ما دمتَ لا تشتمه ولا تعرّض به – فيتفضل (لاحِظ معي يتفضل هذه) المسؤولُ بالإجابة، خاصةً إذا كان السؤال مهمًا، أو على الأقل تثير عدم الإجابة عنه لغطًا وجدلاً، وتفتح البابَ لسوء الظن والشائعات.
ومِن الطبيعي أكثر أن يتفضّل المسؤول بالإجابة، إذا كان في تصورنا واحدًا من المحترمين، أو ممن نظنهم كذلك، كأن يكون مبدعًا أو مثقفًا، أو حتى ذا خلقٍ طيب.
وأنا عندي سؤال أريد أن أوجّهه إلى كلٍ مِن السيد الأستاذ رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، والسيد الأستاذ رئيس مجلس إدارة اتحاد أو نقابة الكتّاب، والسيد الأستاذ أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والسيد الأستاذ رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، وغيرِهم ممن تقع على عاتقهم مهمة ترشيح الأدباء والمثقفين المصريين للمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات الخارجية.
وسؤالي سهلٌ وبسيط، وجلِيّ وواضح، ومباشِرٌ جدًا، وإجابته في تصوري لن تتجاوز سطرين أو ثلاثة سطور...
السؤال هو: ما المعايير التي على أساسِها يتم ترشيح المشاركين؟
هل هناك أبسط أو أسهل مِن سؤالٍ كهذا؟
هل الإجابة فيها ضرر على الأمن القومي المصري؟
هل تحتمل الإجابة تورطًا في كشف أي أسرارٍ عسكرية؟
هل مِن حق الرأي العام المصري أن يعرف إجابةً عن سؤالٍ كهذا؟ أم لا؟!
وقبل أن يتورط أحدٌ في اتهامي بشيء وراء السؤال، أكرر ما قلتُه أمس من أنني سافرت من قبل ثلاث مرات، مرتين مرشحًا... ومرةً مشاركًا في مسابقة، وهو ما يعني الآن أن سؤالي ليس متعلقًا بي؛ إذ لا مَطمع لي... لكنه مطمعٌ مشروعٌ لغيري مِن الذين لم ينالوا حظهم – أو حقهم – رغم أن المعايير التي يُظَن أنها وراء الترشيح متحققةٌ فيهم، إنْ لم تكن أكثرَ مِن الذين يتم ترشيحهم، فهي على الأقل مساويةٌ لهم.. كأن يكونوا كتّابًا حقيقيين لهم منجز، وسُمعة أدبية وثقافية، وحضورٌ وألَق، وسيرةٌ ذاتية تشهد بتميزهم في الحقل المعرفي الذي يتم الترشيح له، شِعرًا كان، أو نقدًا، أو سَردًا، أو بحثًا.. بمعنى أنهم ليسوا هواةً ولا ناشئة، لكنهم محترِفون ذوو شهادةٍ وتاريخ.
لكن المضحِك والمُبكِي في آنٍ، أنّ بعض الذين يتم ترشيحهم، لا تنطبق عليهم تلك المعايير التي يُظَن أنها وراء الترشيح... ولا بأس أن يتم الاستشهادُ بي كحالةٍ أو كنموذج هنا، ما دام الغرض مِن طرحِنا الآن أن نصل إلى إجابةٍ واضحةٍ وشافيةٍ وبيّنة.
ولأن المضمَر والمسكوت عنه في هذا الصدد، أكبرُ كثيرًا من المعلَن عنه، سوف أحاول استكمال عرض بعض تفاصيل وكواليس ما يحدث، لأبيّن للقارئ الكريم أن في الأمور شيئًا، بل أشياءَ تبدو غير مريحة، أو تبدو رائحتها غيرَ طيبة، وهو ما سيستشعره البعض من كثيرٍ مما سيأتي، ومِن تجربتي التي سأحكي طرفًا منها، ولن أبالي ما دمتُ أظن أنني أنشد الحق.
أشرف البولاقي
إقرأ أيضاً للكاتب أشرف البولاقي :
تعليقات
إرسال تعليق